تونس – خاصّ – إنحياز
طالب العشرات من المتظاهرين عشيّة اليوم بوسط العاصمة بإطلاق المناضل الشيوعي الثوري اللبناني جورج ابراهيم عبد الله من السجون الفرنسيّة. وذلك في تحرّك، دعت إليه لجنة التضامن التونسية مع جورج عبد الله، وجرى أمام سفارة فرنسا على هامش زيارة رئيسها ايمانويل ماكرون إلى تونس.
ورفع المتظاهرون شعارات ضدّ “سياسات فرنسا الاستعماريّة”، رابطين بين ما تعانيه تونس من هيمنة فرنسيّة، متعدّدة الأشكال، ونضال بقية الشعوب العربيّة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني، من أجل التحرّر الوطني. وحمل المحتجّون بشدّة أيضا على السياسيين التونسيين “المرتبطين بالبرجوازية الفرنسية ومصالحها في بلادنا”.
وإثر الوقفة أمام السفارة، سار المتظاهرون في شارع بورقيبة متجّهين صوب المركز الثقافي الفرنسي، إثر علمهم بنيّة ماكرون زيارته. إلّا أنّ قوّات البوليس اعترضتهم وسدّت طريقهم، الأمر الذي ندّدوا به بشدّة قبل أن يتوجّهوا لانهاء تحرّكهم على مدارج المسرح البلدي.
إلّا أنّ هذا المنع، وما رافقه من حضور أمني مكثّف بالشوارع الرئيسيّة للعاصمة اليوم، لم يحُل دون نجاح بعض المناضلين من الاقتراب من ماكرون ومرافقيه أثناء ترجّله بباب بحر، للتجوال بالمدينة العتيقة. حيث فاجأوا ماكرون ومن حوله برفعهم شعارات طالبوه فيها بـ”الافراج عن جورج عبد الله” واتّهموه بـ”التصهين”، مذكّرين بـ”السياسة الكولونياليّة” لفرنسا.
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=l06-Gd5dcOQ[/embedyt]
وكان لافتًا في الفيديو، التي نشرتها الصفحة الرسميّة لماكرون، مابدا من عدم معرفته بهويّة جورج عبد الله، الذي اعتقد لوهلة أنّه سجين تونسي. الأمر الذي دفعه لسؤال سيف الله الأصرم، عمدة مدينة تونس عنه. وأمام جهل الأخير وعجزه عن الإجابة، تقدّم أحد مرافقي ماكرون (الذي يبدو أنّه من أصول عربية) ليُعلمه بأنّ الأمر يتعلّق بسجين “ارهابي، شيوعي، قريب من ايران” (التحرير: هذا ما أمكن سماعه بصعوبة من الفيديو المنشورة على الصفحة).