تحقيق خاصّ – جبنيانة – خليل عبّاس ورياض زعتور
بقلم: خليل عبّاس*
شهدت مدينة جبنيانة بولاية صفاقس ليلة الأحد 23 ديسمبر الماضي، تحرّكات شعبية غاضبة ومواجهات عنيفة مع قوات الأمن. وذلك على خلفية وفاة أحد شباب المدينة، أسامة الأعطر (19 عامًا)، وإصابة مرافقه رامي التيس (21 عامًا) بجروح بليغة، في ظروف وُصفت بالغامضة.
إذ توفّي الشابّ وجُرَح مرافقه، إثر سقوطهما في قاع أحد المجاري المائية المحاذية للطريق بمنطقة الجلالبة (معتمدية الحنشة بولاية صفاقس، حوالي 21 كلم عن مدينة جبنيانة) أين عثر عليهم أهالي المنطقة إلى جانب درّاجتهما الناريّة كبيرة الحجم.
وبين رواية أهالي مدينة جبنيانة، الذين اعتبروا أن حادث الوفاة كان نتيجة مطاردة قامت بها سيارة أمنية لدراجة أسامة ومرافقه، انتهت باصطدامهما وسقوط الدرّاجة، ورواية وزارة الداخلية التي نفت عملية المطاردة واعتبرت أن الوفاة ناجمة عن السرعة المفرطة، يحاول هذا التحقيق المصوّر تجميع ما أمكن من المعطيات ومن الشهادات بهدف استجلاء حقيقة ما حصل.
ومن جهة ثانية كان الحضور الأمني كثيفاً منذ اليوم الأول للحادثة وتواصل طيلة مدة الاحتجاجات. إذ تمّت مواجهة الأهالي بالإطلاق المكثّف للقنابل المسيلة للدموع وبإيقاف 17 شاب من المحتجّين.
وأمام احتدام المواجهات و”سياسة العسكرة” لوّح الفرع المحلّي للإتحاد العام التونسي للشغل بجبنيانة بالإضراب العام للتنديد بالاستعمال المفرط للقوة وقمع الاحتجاجات المشروعة، وطلباً لفتح بحث قضائي سريع وشفاف في الحادثة، وفقا لما تضمّنه نصّ البيان بتاريخ 01/01/2019.
ورغم أن وكيل الجمهورية بصفاقس1 أذِن بفتح بحث تحقيقي في الحادثة حول شبهة “القتل العمد ومحاولة القتل العمد” طبقاً للفصلين 205 و59 من المجلة الجزائية، فإنّ الشكوك كبيرة في مدى حيادية البحث الأمني. وذلك خاصّة في القضايا التي يكون الأمن طرفاً فيها، وبالنظر لسياق عامّ تزايدت فيه شبهة جرائم قتل الشباب التونسي على يد رجال أمن، على غرار قضية غرق الشاب عمر العبيدي ومقتل الشاب أيمن العثماني برصاصة بمنطقة سيدي حسين السيجومي، قبل أشهر قليلة…
المزيد من التفاصيل والمعطيات الحصريّة الهامّة حول هذه القضيّة في التحقيق بالفيديو التالي:
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=NdLOnaM664E[/embedyt]
(*): خليل عباس ناشط إجتماعي وباحث في علم الإجتماع
للتواصل مع منجزيْ التحقيق: