بلا حياد
القافلة التي مضت… والقافلة التي يجب أن تبدأ
اليوم، انطلقت القافلة. قافلة الشاحنات المتّجهة إلى رفح، محمّلة بما تيسّر من غذاء وماء، وما لا يُحصى من التضامن. عبرت الحدود أخيرًا، بعد أشهر من الإبادة المستمرة، وبعد أن صار إدخال الخبز موقفًا سياسيًا، والطريق إلى غزة محفوفًا بالتواطؤ الدولي قبل أن يكون محفوفًا بالصواريخ. لكن مع مشهد الشاحنات وهي تعبر، لم يكن الحدث إنسانيًا…
وما زال الداخل فسيحًا
نص قصصي كانت ليلة ليلاء، قضتها العائلة تحت وطأة القصف، ليلة حوّلت خلالها العائلة كوخها المبني من الطوب والمسقوف بالأعمدة…
عن الكتابة والأسر وفلسطين
"يولد الفرح من عمق الألم، وتصدح الكلمات من عمق الصمت"سحر فرنسيس مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسانللكتابة من داخل السجون…
ليست مجرد قافلة… إنها ضمير يمشي
لو أنك مررتَ فجرًا بالعاصمة تونس يوم التاسع من جوان، لكنت رأيت مشهدًا لا يشبه شيئًا من هذا العالم المتعب.…
لأن هؤلاء سود فهم سيئون
1 لا أكاد أرى فرقا أو اختلافا في المسار والمصير، بين افريقي حامل للجنسية التونسية، حاول بلوغ ما توهمه جنة…
الموضوع
بهاء هو شابّ غزّاوي، يُصارع الاحتلال والاكتئاب الحاد. يُمكن له أن يكتب قصّته بشكل أفضل بكثير ممّا أفعل. له من التجربة وسلاسة الكتابة وجمال الأسلوب وخفّة الدم ما يكفي ليكتب أسطورة وملحمة ورواية. ومن هنا، لأن يفعل صاحبي، هذه مجرّد كلمات بسيطة لا غير. هو رجل في أواسط العمر، قمحيّ البشرة، لفحته شمس غزّة الساطعة…
"يوم آخر من الحرية"، نقطتان، ثمّ يستفيض في التحليل والتعبير عن رؤاه. هكذا يبدأ تدويناته على صفحته الخاصة بفيسبوك. هكذا يفتتح حديثه، قبل أن يستفيض في الكتابة عن شعبه وعن الأمّ الفلسطينية وعن الزوجة الفلسطينية وعن المخيّمات الفلسطينية وعن الأسير الفلسطيني الصّامد في معتقلات الهمجيّة الصهيونية. حتى ينتهي ويقول "واقعنا أكثر بلاغة منّا".هو وائل الجاغوب،…
اهتزّت تونس في الأيام الأخيرة لوفاة التلاميذ الثلاثة إثر سقوط جدار معهدهم المتصدّع بالمزوّنة. رحم الله عبد القادر الذهبي وحمودة مسعدي ويوسف الغانمي ووهب ذويهم الصبر والسلوان، عسى أن تتسع رحمته وصبره لتشمل كلّ من يعيش على أرض تونس. من الطبيعي جدًا أن ينتفض شباب هذه البلدة الصغيرة الواقعة على تخوم ولايتيْ سيدي بوزيد وصفاقس.…
فلسطين أوّلا وثانيا وألفًا. فلسطين قبل كل شيء وبعد كل شيء ودونها لا شيءَ. فلسطين في القلب والعقل وكل مسامّ الجسد. فلسطين قبل ذهاب الضمأ وبعده وساعته. سنة ونصف.. ثمانية عشر شهرا.. هل يُعقل ذلك؟ ما أكبر قدرتنا على التّكيُّف مع الأشياء أمام قدرتنا على تغييرها فلسطين، أو فلتقُم السّاعة فلا فائدة من تأجيلها في عالم دون روح، لا فائدة من كرة أرضيّة تدور لتأكل نفسها مثل الثعبان الذي يأكل ذنبه. فلسطين، لنستردَّ…
ستون دينارا بحالها، ما نقصن وما زدن . ذلك هو القسط الأول من المساعدة الرمضانية التي تقدمها الدولة لضعاف الحال. والقسط الثاني في نهاية الشهر.. ستّون دينارا أخرى.. مبلغ شديد الضّخامة يكفي الحاجيات كلّها ويفيض منه على الجوار، يجعلك لا تتردد في الثّناء على الحسّ الاجتماعي المتوهّج لهذه الدولة وشدّة حنانها على الضعفاء. كنت سأعتبر…
يُعتبر عمّ علي (84 عاما) واحدا من أقدم بائعي الخضر في "مرشي طريق حفوز"، القائم في الضاحية الغربية لمدينة القيروان. عايش بداياته في نهاية الثمانينيات مع سقوط بورقيبة وبداية عهد الجنرال، الذي يُعدّ زمن رخاءه المزعوم، قياسا لما عاشه هو من محن، محض إشاعة سخيفة. وهو إلى الآن مرابط في قلب أجواء " المرشي" الفوضوية…