رأيِْ | فلـ”نُبسْكِلْ” من أجل بيئة أفضل!

المهدي دلالة*

أطلقت جمعية الأرض صديقتي (جمعية بصدد التكوين والحصول على التأشيرة) حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم الحشد من أجل تركيز مسارات للدراجات الهوائية بكافة المدن التونسية. وتفاعل العديد من الناشطين والمتابعين والجمعيات مع هذه الحملة. وذلك في الوقت الذي تستعد فيه بلادنا لاحتضان أوّل مشروع نموذجي لكراء الدراجات الهوائية بتونس العاصمة.

 

من أحد أنشطة الجمعيّة المشجّعة على استعمال الدراجات الهوائية ضمن دفاعها عن بيئة سليمة ومستدامة للجميع. صورة ملتقطة يوم 17 ديسمبر الجاري في قصر هلال ومنشورة بصفحة جمعية “الارض صديقتي”.

وتأتي هذه الحملة تفاعلا مع المشاكل المتفاقمة التي يشهدها قطاع النقل في بلادنا. وقد أثّرت سلبا على مستوى الخدمات المقدّمة للمواطن التونسي الذي يواجه صعوبات جمّة يوميا للتنقل خاصة في المدن الكبرى (اقليم تونس،  سوسة، بنزرت…)، التي تعرف يوميا اختناقا مروريًا حادا خاصة في ساعات الذروة بأهم الشرايين والتقاطعات المرورية. الأمر الذي يتسبّب في تعطل مصالح الجميع وفي انبعاثات غازية ملوثة في الهواء تزداد نسبتها كلّ يوم.

وقد وقّع على العريضة المصاحبة للحملة قرابة 1000 شخص. وسيقع توجيه العريضة في ما بعد لرئاسة الحكومة والوزارات المعنية بهذا الموضوع للدفع لإيجاد اطار تشريعي للتحفيز على استعمال الدراجات الهوائية كوسيلة نقل بديلة للنقل الكلاسيكي، خاصة داخل المدن. كذلك لإعادة وضع خريطة مرورية جديدة  وتوفير بنية تحتية قادرة على احتضان مسارات الدراجات الهوائية الى جانب فوائدها البيئية.  فللدراجات الهوائية فوائد اقتصادية خاصة في مجال الاستثمار  وهناك العديد من الدول قد سبقتنا في هذا المجال، وهي تتنافس فيما بينها لجهة عدد مستعملي الدراجات الهوائية، كهولندا، التي تعتبر عاصمتها امستردام عاصمة للدراجات الهوائية، ومدينة كوبنهاجن التي وضعت استراتيجية في 2011 لتصبح عاصمة عالمية للدراجات في أفق سنة 2025. ويذكر أنّ   65%  من سكان العاصمة الدنماركية يستعملون الدرجات الهوائية يوميا في تنقلاتهم، و45% منهم يستعملونها في التنقل الى مقرات عملهم .وتعدّ الدراجات كذلك وسيلة لجلب السياح و ترويج بعض المنتوجات كما هو حال مدينة مراكش التي وضعت محطات للدراجات قرب أهم معالمها التاريخية.

أمام بلادنا تحديات بيئية واقتصادية كبرى تفرض علينا التخلي عن المواد الاحفورية  التحول الى الطاقات البديلة. وهو ما سينتج عنه سياسات تجبرنا على تغيير نمط اقتصادنا الهشّ بطبيعته. وسيفرض علينا خلال السنوات القادمة وضع استراتيجية وتخطيط نمط اقتصادي و انتاجي مرتبط أساسا بمواردنا الذاتية وتنمية قدراتنا في مجال المحافظة على البيئة اعتمادا على ما توصلت التكنولوجيا البيئية. هذا اضافة الى اعتماد سياسة تخطيط عمراني للمدن الكبرى الملوّثة بما يساهم في الحدّ من الانبعاثات الغازية.


 

(*): ناشط جمعيّاتي بمدينة قصر هلال/ عضو مؤسّس بجمعية “الأرض صديقتي”.

—–

المصادر:

https://initiative-velo.ch/fr/

https://www.facebook.com/doora.tn/

رابط الحملة:

https://www.change.org/p/association-mon-amie-la-terre-p%C3%A9tition-pour-mieux-circuler-en-v%C3%A9lo

أعجبك عملنا؟ يمكنك دعمنا وتعزيز استقلاليّتنا !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *