بقلم ريم الشعباني
شكل يوم السبت الموافق ل 9 جانفي 2021 إشتباكات وعمليات كر وفر بين قوات البوليس وجماهير جمعية النادي الإفريقي الذين تجمعوا للاحتجاج أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم . ملاحقات و مواجهات انتهت بعمليات إيقاف بالجملة لم تفرق بين أطفال قصر و راشدين و بين الأحباء المتظاهرين و بين من تواجد صدفة على عين المكان و لم تستثن كذلك من حاول التدخل إثر حالات تجاوز و تعنيف.
وخلال أخذ و رد بين الذي يتهم الجماهير الغاضبة بتهديد المنشآت العامة ومحاولة اقتحامها وبتهشيم واجهات بعض السيارات المارة من جهة و بين متسائل عن سر صدور أوامر لذاك الرد الأمني العنيف من جهة أخرى. وتداول رواد شبكات التواصل الإجتماعي صور صادمة ل 293 مشجعا معتقلا في ظروف إيقاف غير مقبولة في ظل هذا الوضع الصحي الحرج الذي تعيشه البلاد جراء إنتشار فيروس كورونا.
أثارت هذه الصور استياء واسعا لدى الرأي العام مما جعل عددا من المنظمات كالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والهيئة الوطنية لمناهضة التعذيب و ثلاثة من اعضاء بمجلس نواب الشعب ( سامية عبو- زياد الغناي-ليلى الحداد ) الى الالتحاق بالمحاميين المتطوعين وهيئة الدفاع عن جماهير النادي الإفريقي للدفاع عن المحتجزين والدفع نحو اطلاق سراحهم و خاصة معاينة ظروف الاستماع والإيقاف .من بين هذه الصور ، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تبين اقتياد إحدى محبات الفريق من قبل عون أمن نحو سيارة الشرطة .
.ماهي كواليس هذه الصورة ؟
انتصار العماري ، 28 سنة ، مصممة ازياء منخرطة في جمعية النادي الإفريقي وعضو مؤسس في جمعية حماة النادي الإفريقي ؛ توجهت كباقي الأحباء قصد الإحتجاج السلمي و المطالبة برحيل الهيئة المديرة الحالية وإثر بداية عملية تفريق المحتجين أمام مقر الجامعة التونسية لكرة القدم باستخدام كميات ضخمة من الغاز المسيل للدموع و العنف المفرط ، سارعت بالإختباء في أحد الفضاءات التجارية وسط أجواء مشحونة بالخارج مما جعلها تستخدم هاتفها الجوال قصد التصوير والتوثيق لكن سرعان ماتفطن إليها أحد الاعوان الذي كان بصدد تعنيف أطفال تتراوح اعمارهم بين 14 و 15 سنة حسب شهادتها وتوجه الى داخل الفضاء ليقوم بافتكاك هاتفها وجرها من شعرها الى الخارج.
في هذه الأثناء تدخل أحد الحاضرين الذي تبين لاحقا بانه محام ليطلب بلطف من العون خذف الفيديو وإرجاع هاتفها و إخلاء سبيلها فتعرض بدوره الى العنف المادي والمعنوي الذي وصفته انتصار بالوحشي مقابل صدمة وذهول منها بعد أن توقعت ان التصريح بصفته محامي سيساعدهم في وضع حد للعنف الواقع عليهم.
ما الذي كان بالانتظار بعد تلك الصورة ؟
افادت انتصار العماري خلال لقاء معها انه تم اقتيادهم الى منطقة حي الخضراء أين تم احتجاز الأحباء الموقوفين الذين لم يتجاوز أغلبهم السن السابع عشر طيلة ساعات كانت مليئة بانتهاكات بالجملة لحقوق الانسان والمرأةو حرية الإحتجاج و التعبير والتظاهر التي يكفلها لهم القانون والدستور حسب تعبيرها.
ما بعد الإيقاف
خلال تدخلها على إحدى الاذاعات الخاصة ، صرحت انتصار بأن العون إضافة الى تعنيفها توجه لها بالقول جازما ان ملازمتها المنزل كان سيكون دليلا على التربية في إشارة الى ان تواجدها بالشارع ومشاركتها في الإحتجاج ينفي ذلك لتنطلق بذلك موجة من العنف الالكتروني التي تؤكد ذلك و تقدح في اخلاقها وتبرر هذا الحكم عليها لمجرد أنها إمرأة تنشط صلب جمعيات فريقها المفضل وقررت الانضمام للمحتجين والنزول الى الشارع و كأن هذا الموقف مشروع و مباح المشجعين الرجال دون سواهم و ان العنف كذلك مدان ضدهم فقط .
ماذا كان تعليقها و ماهي الرسالة التي توجهت بها عن نفسها و على لسان كل الأحباء الغاضبين؟
أكدت انتصار على انها لاقت تعاطفا ومساندة كبيرة من ابناء فريقها بدرجة أولى و المحاميين و لمحاميات كذلك من مواطنين بمختلف انتماءاتهم الكروية إفتراضيا وعلى أرض الواقع أنها لا تشعر بالندم ابدا فهي مؤمنة اولا بمشروعية مطالبهم كما أنها ثانيا كانت ستقوم بمحاولة توثيق و إدانة أي حادث عنف موجه لأي مواطن كان و أكدت بأنها لا تحمل حقدا و ضغينة ابدا تجاه المؤسسة الأمنية و تدرك ان الأخطاء المهنية ليست حكرا عليهم بل هي منتشرة في اكثر من وظيفة إلا انها فقط تطالب بأن يحاسب أي مخطئ مهما كانت وظيفته أو قطاعه . كما حرصت أن تسجل شكرها و امتنانها للاستاذ سمير الرايس الذي تعرض للعنف و الإيقاف من أجل الدفاع عنها .