على هامش لقاء تكويني في الاقتصاد السياسي، من تنظيم شبكة سيادة والمعهد العابر للقوميات والمرصد التونسي للمياه “نوماد 08″، التقى موقع ’انحياز’ بجون بوراس، الباحث والأستاذ الجامعي والمناضل من أجل السيادة الغذائية.
وقد تطرّقت المقابلة إلى مواضيع تتعلّق بأهمّية القضية البيئية بالنسبة للنضال ضدّ الرأسمالية، لا سيما في بلدان الجنوب العالمي. كما أوضح المناضل الماركسي الفيليبني، وأحد مؤسّسي الحركة العالمية “لافيا كامبيسينا” (أو درب الفلّاحين) ورئيس تحرير “مجلّة الدراسات الفلاحية“، محورية مفهوم السيادة الغذائية في التأسيس لبديل جذري من الرأسمالية. وفي نفس السياق شرح لنا بوراس مفهوم “الصدع الأيكولوجي”، الذي استلهمه بعض المفكّرين الماركسيين من مفهوم “الصدع الأيضي” في بعض كتابات ماركس، للدلالة على التداعيات المدمّرة للمنظومة الرأسمالية على البيئة، ولاستنتاج أن يكون البديل من الرأسمالية أيكولوجيًا بالضرورة.
أجرى المقابلة : غسان بن خليفة وعلي كنيس. وقد طرحا عليه الأسئلة التالية :
1 – أصبحت قضية التغير المناخي تحظى بشعبية كبيرة في السنوات الأخيرة، حتى أن بعض المؤسسات الرأسمالية والأحزاب الليبرالية بدأت تتحدث عنها. ولكن بفصلها عن قضايا العدالة الاجتماعية والاستغلال الطبقي والاستعمار بأشكاله المختلفة. من جهة أخرى، لا تزال بعض الأحزاب اليسارية والماركسية تتعامل مع قضية البيئة كقضية ثانوية أو كهاجس برجوازي صغير قد يعيق شرط تطور القوى المنتجة الضرورية لبناء الاشتراكية. لكن هناك أيضا يسار في بلدان الشمال يركز كثيرا على المسألة البيئية وضرورة التخلي عن الاستخراجية، في حين يرى بعض اليساريين في الجنوب أنه لا يمكن تطبيق نفس المعايير على الشمال والجنوب بسبب تاريخ الاستعمار والتراكم الرأسمالي الذي أنتج تخلف وتبعية بلدان الجنوب.
السؤال في ضوء كل هذه المشاكل، ما أهمية المسألة الإيكولوجية في الفكر اليساري والثوري اليوم في بلدان الجنوب؟
2- لقد ذكرتم في حديثكم عن السيادة الغذائية مفهوماً مهماً هو ”الصدع الأيضي“. هل لك أن تشرح هذا المفهوم وعلاقته بالسيادة الغذائية؟
3- من خلال دراستك للعديد من تجارب الاقتصاد السياسي والسياسات الزراعية في بلدان الجنوب، وفي ضوء ما تعرفه عن انتكاسات الثورات في المنطقة العربية، هل هناك دروس أو نماذج ناجحة يمكن للحركات الاجتماعية والناشطين المهتمين بالسيادة الغذائية أن يستلهموا منها؟
شاهد المقابلة في الفيديو: