خاصّ – نضالات عمّالية – نضالات نسوية – تونس العاصمة
دخلت عاملات التنظيف بـ”مدينة الثقافة” بالعاصمة منذ السبت المنقضي في اعتصام مفتوح ببهو المؤسّسة احتجاجا على طرد شركة المناولة “صدر بعل” قرابة الخمسين منهنّ دون أدنى اعتراض من إدارة “مدينة الثقافة”.
ويحصل هذا الأمر قبل أيّام قليلة على احتضان “المدينة” لقمّة “المساواة الجندريّة“، التي تنظّمها الأمم المتّحدة بالشراكة مع الحكومة التونسيّة.
وحسب ما صرّحت به العاملات لموقع انحياز فإنّ سبب الإستغناء عن خدمتهنّ يعود لتعاقد إدارة مدينة الثقافة مع شركة مناولة جديدة. وقد رفضت الأخيرة تشغيل النسوة اللاتي تجاوز عمرهنّ الأربعين عامًا، ممّا أدى إلى إحالتهن على البطالة.
ويُذكر أنّ العاملات قد باشرن العمل منذ مارس 2018 في وضعية تشغيل هشة، وقد إشتغلن منذ ذلك التاريخ في ظروف صعبة. من ذلك العمل لمدّة تفوق العشر ساعات أحيانا خلال أيّام السبت والأحد، وكذالك خلال عطل الأعياد الدينية كعيديْ الفطر والإضحى ، فضلا عن غيرها من ساعات العمل الإضافية… كلّ ذلك مقابل أجر شهري لا يتجاوز 350 د.
وذكرت بعض العاملات أنهنّ تعرّضن للعديد من المخاطر أثناء عودتهنّ متأخّرات لمحلّات سكنهم (اعتداءات جسدية ولفظية). كما أوضحن كيف تنكّرت لهنّ إدارة مدينة الثقافة بعد أن اجتهدن لانجاح عديد الأنشطة الثقافية والمناسبات والتظاهرات الوطنية والدولية، وكان آخرها القمة العربية. وفي الوقت الذي كنّ ينتظرن فيه تنفيذ الإدارة وعدها بتسوية وضعيّاتهنّ فاجئتهنّ بقرار الطرد دون سابق اعلام. وذلك بعد أن قامت بإستغلالهن للعمل لساعات متأخرة من الليل بمناسبة إنعقاد القمة.
كما صرحت العاملات أنّ وضعيتهنّ القانونية لم تكن واضحة وأنّهنّ تعرّضن لعملية تحيّل. اذ كنّ يعتقدن أن الشارات الممنوحة من وزارة الثقافة كفيلة بضمان حقوقهنّ، وأضفن أنهن لم يتحصّلن إلى حدّ اليوم على مستحقاتهنّ المالية المتخلّدة لدى الشركة.
هذا ووجّهت العاملات نداءً الى اتحاد الشغل وإلى كل المنظمات الحقوقية والنسويّة للوقوف بجانبهنّ وتبنّي مطالبهنّ المشروعة، خاصة وأنهنّ يعشن ظروفًا إجتماعية صعبة، فأغلبهنّ مطلقات أو أرامل أو مرضى وكافلات لعائلاتهنّ.