نظّمت جمعية جيل ضد التهميش، بالشراكة مع الملتقى الدولي للشباب المناهض للإمبريالية والصهيونية والعنصرية، عشية أمس الأحد بمنطقة الكبارية بتونس العاصمة، تظاهرة ثقافية شعبية إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “الكبّارية تنتصر لفلسطين”.
إذ إحتضن الفضاء المفتوح “الفرتونة” أنشطة متنوعة طوال اليوم: مداخلات موسيقية لفرقة زرياب للفن الملتزم، عرض ونقاش لفيلميْن وثائقيّيْن يتمحوران حول معاناة الشعب الفلسطيني (وهما من انجاز أطفال فلسطينيّين من هواة السينما) تفاعل معاها الحاضرون وخاصّة منهم الأطفال بتأطير من الناشطة ايناس التليلي والناقد السينيمائي الناصر السردي، بالإضافة لتركيز مكتبة ضمّت عدة مؤلفات للتعريف بالقضية الفلسطينية ومعرض لصور الشهداء والأسرى في محيط الفضاء.
كما شهدت الفعالية تدخلات لمناضلين ونشطاء للتعريف بتاريخ القضية الفلسطينية. اذ قدّم الباحث الفلسطيني عابد الزريعي مدير مركز مسارات بسطة تاريخية موجزة عن تاريخ القضيّة ومساهمة التونسيين فيها، فيما ذكر صلاح الداودي، مدير مركز باب المغاربة، آخر المعطيات والأرقام الخاصة بالاستيطان وبالجرائم المتواصلة التي يرتكبها يوميا العدو الصهيوني. من جهته، تحدّث غسّان بن خليفة، منسّق الحملة التونسية للمقاطعة ومناهضة التطبيع، الجذور التاريخية للنضال المغاربي من أجل فلسطين، الى جانب شرحه مصطلحات المقاطعة والتطبيع وسبل مناهضة الأخير في تونس.
كما عرضت كلمة مصوّرة للقيادي بحركة الجهاد الإسلامي جميل عليّان، حيّا فيها الشعب التونسي وشكره على كلّ ما يبذله دعمًا لنضال الشعب الفلسطيني.
وقال أحمد ساسي، عن جمعية جيل ضد التهميش، أنّ هذه التظاهرة تندرج في اطار مناصرة الشعب الفلسطيني، وتوجّه رسالة من مُهمَّشي منطقة الكبّارية الشعبية بتونس العاصمة إلى المُهمشين المدافعين عن أوطانهم بفلسطين خاصة وبالوطن العربي عامة. وأردف أنّ مضمون هذه الرسالة هي أنّ “هذا الجيل هو نفس الوقت ضد التهميش وضد التطبيع مع العدو الصهيوني”، وفق تصريحه لموقع إنحياز.
واستنكر ساسي صمت الحكومة التونسية والنظام الرسمي العربي الذي “يسعى لتمرير مشهدية التطبيع والعمالة مع الكيان الصهيوني وضرب وحدة صفوف الشعوب العربية المناصرة للحق للفلسطيني”. من جهته، أكّد يحيى محمد عن الملتقى الدولية المناهضة للامبريالية والصهيونية والعنصرية أنّ “الشعب التونسي في عمقه رافض للتطبيع ومع المقاومة ضد الكيان الصهيوني ومناصر للقضية الفلسطينية”. كما عبّر مجد، وهو طالب فلسطيني من غزّة يدرس بتونس، عن سعادته بهذه التظاهرة، موجهًا شكره للقائمين على تنظميها.