تقرير وتصوير وجدي المسلّمي
إهتز الرأي العام التونسي، يوم 25 ماي 2020 لحادثة التسمّم الجماعي التي أدت لوفاة 7 أشخاص بمعتمدية حاجب العيون من ولاية القيروان، جراء إحتسائهم لمادة “القوارص” التي تحتوي على نسبة مرتفعة من كحول “الميثانول”. هذه الحادثة المأسوية التي عرت الواقع الإجتماعي المزّري الذي تعيشه هذه الجهة، أعادت الحراك المطلبي للأهالي إلى واجهة الأحداث مجددا.
إذ نظم العشرات من متساكني حاجب العيون وعدد من المتضامنين معهم، من سياسيين حقوقيين وفنانين، وقفة إحتجاجية أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة يوم الجمعة 12 جوان،بدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان، ومجموعة من مكونات المجتمع المدني بالجهة. للمطالبة بحق المنطقة في التشغيل والتنمية. وبتفعيل مقررات المجلس الوزاري الخاص بالمنطقة لسنة 2017،القاضي بإحداث مستشفى جهوي صنف “ب” ووحدة لتصفية الدم ومركز لتكوين المهني.
كما تم خلال هذه الوقفة الإعلان عن تنفيذ إضرابِ عام حضوري يوم 19جوان القادم، بدعوة من الإتحاد الجهوي للشغل، كخطوة تصعيدية للتنديد بالاوضاع الإجتماعية الصعبة التي تعيشها المنطقة وبسبب تواصل التجاهل الحكومي لمشاغل المدينة.
وأفاد حسين المنصوري، الناشط بالمجتمع المدني في الجهة خلال تصريح لموقع إنحياز، أن هذه التحركات قد إطلقت منذ سنة 2017، للمطالبة بحق متساكني حاجب العيون في المرافق الصحية والأمنية وإحداث مواطن الشغل للمعطليّن عن العمل. معبرا عن إستيائه من التجاهل المتواصل لمطالبهم من قبل الحكومات المتعاقبة منذ 2011، َوأعتبر أن المنطقة، على الرغم من موقعها الاستراتيجي المهم ظلت مهمشة ومنسية منذ عدة سنوات، يعاني أغلب متساكنيها الفقر والخصاصة، كما طالب المسؤولين بأخذ مطالب الجهة على محمل الجد، مشددا على سلمية ومدنية هذا الحراك وفق تعبيره.
هذا ورفع المحتجون خلال الوقفة، شعارات غاضبة من تواصل تهميشهم وإقصائهم، وإستمرار تجاهل حقوقهم الإجتماعية، داعين السلطات المعنية للكف عن تقديم الوعود الزائفة.
كما تم عرض مشهد مسرحي صامت من قبل مجموعة شبابية من أبناء المدينة يجسّد المعاناة المتواصلة للجهة.
إلى ذلك شهد التحرك، حضور عدد من الوجوه السياسية والحقوقية، على غرار حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال، وزهير حمدي الأمين العام لتيار الشعبي ،ووردة عتيق الأمينة العام للاتحاد العام لطلبة تونس. بالإضافة للوجه المسرحي رؤوف بن يغلان وعدد من الناشطين والناشطات.