يمثل يوم الجمعة 25 أكتوبر المناضل والصحفي غسان بن خليفة، رئيس تحرير موقع انحياز، مرة أخرى أمام المحكمة الابتدائية بتونس، بالدائرة الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب، وذلك على خلفية القضية المفبركة التي اتُّهم فيها بأنّه يشرف على صفحة تُدعى “البركان التونسي” على موقع فيسبوك
ويُذكر أنّ الرفيق حكم بستة شهور سجن ابتدائيًا في نفس الملف، لكن بقضية ثانية وجّهت إليه فيها تهمة “الإساءة للغير على شبكات الاتصال العمومي”.ويعود أصل الموضوع إلى يوم 6 سبتمبر 2022، عندما وقع إيقاف بن خليفة من أمام منزله، ثمّ تفتيش بيته وبيت والديه وحجز حاسوبه (إضافة لحاسوب والده) وهاتفيْه، واقتياده إلى منطقة الأمن الوطني بالقرجاني حيث وقع إعلامه أنّه محلّ شبهة إثر ورود شكاية من المدعو معزّ الحاج منصور ضدّ صفحة تُدعى “البركان التونسي” نشرت مواد مسيئة له ولعائلته. وفي نفس اليوم قررت النيابة العمومية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب توجيهه للبحث أمام الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بثكنة العوينة على خلفية وجود منشورات ذات طابع تكفيري في تلك الصفحة.
إلّا أنّ تفتيش حاسوبه وهاتفه وحسابه على فيسبوك أثبت أن لا علاقة له من بعيد أو قريب بتلك الصفحة، كما أنّه وقع إيقاف صاحبها بعد 5 أيّام من إيقاف بن خليفة. وقد اعترف المتهم الثاني بالقضية بأنّه صاحب الصفحة وأنه لا يعرف بن خليفة ولا علاقة له بصفحته. وبناء على ذلك قرّرت النيابة العمومية بقطب مكافحة الإرهاب إخلاء سبيل زميلنا وتركه على ذمة التحقيق. إلّا أنّ قاضي التحقيق بالمكتب عدد 23 بقطب مكافحة الإرهاب لم يقتنع على ما يبدو بكلّ ما قدمه زميلنا ومحامو الدفاع من اثباتات على براءته ولم يحفظ التهمة في حقه بناء على تقرير من الإدارة العامة للشرطة الفنية يقول أنّه وقع اكتشاف وجود علاقة بين العنوان الشبكي لهاتف بن خليفة وتلك الصفحة (دون أي إيضاح لكيفية الوصول الى ذلك الاستنتاج بشكل علمي). وتتالت منذ أكثر من سنتين جلسات التحقيق والمرافعات (مع تأخير كبير إثر تغيير قاضي التحقيق الأول) من قبل محاميي بن خليفة، وكان آخرها في شهر جوان المنقضي، أين أكدت هيئة الدفاع انعدام الرابط المزعوم بين الزميل والصفحة المذكورة استنادا على ما أثبتته أبحاث الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية وعلى تقرير علمي قدمته خبيرة مختصة في مجال المعلوماتية وشبكات الاتصال الرقمي، شكك في استنتاجات التقرير الأمني وطالب بتوضيح منهجيّته. وقد أجلت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الابتدائية بتونس البتّ في طلبات لسان الدفاع وفي أصل القضية إلى يوم 25 من هذا الشهر.
وعليه، يهمّنا في فريق تحرير موقع انحياز تجديد تضامننا ودعمنا المطلق لرفيقنا غسان بن خليفة، ومطالبتنا بإنهاء استهدافه، واستهداف كلّ صحفي حرّ منحاز لقضايا شعبه وأمّته، وبأن يتوقف مسلسل التتبعات القضائية في حق زميلنا وعدم سماع الدعوى في جميع التهم المُلفقة ضده.
هيئة التحرير